لمحَة تاريخيّة
عَدُّ الفَقْرُ مِن أكْبَرِ التحَدِّياتِ التي تواجِهُ المجتمَعَ، والتي تُساهِمُ بشَكْلٍ كبيرٍ في انْخِفاضِ مُسْتَوَى التعليمِ والوعي المَجْتَمِعِيّ، لِذَلِكَ قامَتِ الكنيسَةُ الأسْقَفِيَّةُ في مِصْرَ بعَدَّةِ حَمَلاتٍ تَنَمُويَّةٍ والتي مِن شَأْنِها رَفْعُ الوَعْيِ لَدى السَّيِّداتِ المِصْرِيَّاتِ البَسِيطَاتِ عَن طُرُقِ وَأَسَالِيبِ تَرْبِيَةِ الأطْفَالِ وَكَيْفِيَةِ العِنَايَةِ بِهِمْ وَالوَقَايَةِ مِنَ الأمْرَاضِ فِي ظِلِ اتِّبَاعِ أَبْسَطِ القَوَاعِدِ الصِّحِيَّةِ وَالنَّظَافَةِ الشَّخْصِيَّةِ وَذَلِكَ فِي حُدُودِ الإِمْكَانِيَّاتِ الَّتِي مَتْوَفِّرَةٌ فِي البَيْئَةِ الَّتِي نَحْيَا فِيهَا. حَيْثُ امْتَدَّ دَوْرُ الكنيسَةِ الأسْقَفِيَّةِ إلَى إِعْدَادِ دَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّةٍ للسَّيِّداتِ عَلَى عَمَلِ الْمَشْغُولَاتِ اليَدَوِيَّةِ وَحِيَاكَةِ الْمَلَابِسِ وَالتَّطْرِيزِ لِتَحْسِينِ مَعَ هَدَفِ دَمْجِهِنَّ فِي الْمَجْتَمَعِ وَالْمِسَاهَمَةِ فِي تَحْسِينِ مُسْتَوَى الْمَعَيْشَةِ. وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الحَمَلَاتُ بِمَثَابَةِ نُقْطَةِ انْطِلاقٍ لِإِنْشَاءِ عَدَّةِ مَرَاكِزِ تَنَمُويَّةٍ وَتَعْلِيمِيَّةٍ لِتَنَمِيَةِ الْمَجْتَمَعِ، مَثَلَمَا حَدَثَ فِي الْقُرُنِينِ التَّاسِعَ عَشَرَ وَالْعِشْرِينَ:

1.
إِنْشَاءُ مَدْرَستَيْنِ بِجَزِيرَةِ الرُّوضَةِ فِي النِّصْفِ الأَوَّلِ مِنَ الْقَرْنِ الثَّامِن عَشَرَ، حَيْثُ اهْتَمَّتْ تِلْكَ الْمَدَارِسُ بِتَعْلِيمِ الكِبَارِ مِنَ السَّيِّدَاتِ وَالرِّجَالِ.
2.
إِنْشَاءُ مَرْكَزِ بُولَاقٍ فِي عَامِ 1923 وَالَّذِي كَانَ يُسَمَّى بِنَادِي بُولَاقٍ وَالَّذِي سَاهَمَ بِشَكْلٍ كبيرٍ فِي تَثْقِيفِ وَتَعْلِيمِ السَّيِّدَاتِ الأَشْغَالِ وَالْحِرَفِ اليَدَوِيَّةِ.
3.
إِنْشَاءُ مَدْرَستَيْنِ فِي مَدِينَةِ مَنُوفَ فِي عَامِ 1930 لِتَقْدِيمِ الْعَدِيدِ مِنْ بَرَامِجِ مُحَوِّ الأَمِيَّةِ.
ومن هُنا جَاءَت فَكَرَةُ اسْتِمْرَار الكَنِيسَة فِي خِدْمَة الْمُجْتَمَع بِطَرِيقَة فَعّالة، مِن خَلَال إِشْهار مُؤْسَسَة الرِعَايَة الْأَسْقُفِيَة لِلْخِدْمَات الاجْتِمَاعِيَة بِمِصْر فِي عَام ٢٠٠٣. إِنَّهَا إِحْدَى الْمُؤْسَسَات النَّمْوِيَّة الْتَّابِعَة لِلْكَنِيسَة الأسْقُفِيَّة بِمِصْر، والْمُشَهّرَة بِوِزَارَة الْتَّضَامُن الاجْتِمَاعِي. حَيْث تُقْدِم الْمُؤْسَسَة الْعَدِيد مِن الْخِدْمَات النَّمْوِيَّة الَّتِي مِن شَأَنهَا تَحْقِيق التَّنْمِيَة الْمُجْتَمَعِيَّة الْمُسْتَدَامَة، وَقَد اسْتَمَرَت فِي تَطْوِير دَائِم حَتَّى الْآن، وَتَعْمَل بِتَصْمِيم لِتَطْوِير الْمُسْتَقْبَل.
